ندوة فكرية بدار الشباب بقنزات
نظمت الجمعية الثقافية الطلابية " علم وعمل " مساء يوم الجمعة 4 جويلية 2008 ندوة فكرية بدار الشباب مولود بلوشات بقنزات ، نشطها كل من الأساتذة : الدكتور سعيد شيبان وزير سابق والدكتور عمار طالبي أستاذ الفلسفة بجامعة الجزائر ، إضافة إلى الأستاذ عبد الوهاب حمودة أمين عام سابق لوزارة الشؤون الدينية وهو من أبناء المنطقة ، وحضرها جمع من سكان المنطقة وبعض الشخصيات منها المجاهد محمد غفير( محند أوحافي ) ورئيس بلدية قنزات الدكتور عمار بن عدودة .
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية ، بعدها أعطيت الحرية للحاضرين لطرح استفساراتهم وأسئلتهم ، فكان تدخل رئيس الجمعية الطالب بالمدرسة العليا للأساتذة مسعود شتوي الذي تمحورت مداخلته حول الأوضاع الثقافية المتدهورة لبني يعلى مقارنة بالزخم الديني والثقافي المشَرِّف الذي زخرت به المنطقة بعلمائها في السابق ، والحلول التي يراها الدكاترة مناسبة للخروج من هذه العزلة الثقافية . ثم كان تدخل الطالب بمعهد اللغة الإنكليزية فريد ساحلي الذي حاول الربط بين التطور السياسي والاقتصادي والفكري لأمة ما ، مستشهدا بمقولة الرئيس الأمريكي بنجامين فرانكلين الذي قال بأنه يجب عليهم أن يمنحوا الأولوية لبناء الدولة ثم يأتي الجيل الثاني الذي يكمل بناء اقتصاد مزدهر ثم يأتي الجيل الثالث الذي يحاول بناء كيان ثقافي وأدبي يحفظ مقومات الأمة .
كما تبعتها أيضا مداخلات وأسئلة أخرى ، منها سؤال أحد طلبة التكنولوجيا حول العلاقة بين الدين والفلسفة وسؤال آخر من طرف مدير الإكمالية رمضان باحمد الذي طرح مفهوم المفكر الإسلامي مالك بن نبي " قابلية الاستعمار " لدى الشعوب المستعمَرة .
وقد قام الأساتذة بالرد على كل هذه الاستفسارات ومناقشة الأفكار المطروحة بكل روح علمية سادتها الجدية في الطرح ومحاولة إيجاد الحلول وإزالة الغموض عن بعض المفاهيم منها مثلا مفهوم " قابلية الاستعمار " حيث أبرز الأساتذة أن هذا المفهوم نابع من الرفض والمقاومة التي أبدتها هذه الشعوب المستعمَرة ، واستدل على ذلك الأستاذ عبد الوهاب حمودة بمقولة كانت مشهورة بين أفراد الشعب البسطاء وهي " من يحدق جيدا في عيني الفرنسي ( المستعمِر ) فإنه لن يدخل الجنة " وهذا يدل على رفض الشعب البسيط للذوبان في ثقافة هذا المستعِمر .
وبما أن الجزائر تعيش مناسبة عظيمة هي عيد الاستقلال فقد استغل المجاهد محمد غفير ( أو موح كليشي كما كان يلقب أثناء الثورة ) استغل الفرصة وطرح مداخلة حول " دور الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا في الثورة التحريرية ، حيث قال أن الانطلاقة الحقيقية للحركة الوطنية كانت بفرنسا وتحديدا في مدينة نانتير حيث تم إنشاء حركة Le jeune algérien ، وأبرزَ أهم مظاهر الدعم الذي قدمته الجالية للثورة معطيا مثالا عن إحدى المرات التي تم فيها تهريب السلاح من طرف الجالية إلى الجزائر داخل براميل للزيت ، وصولا إلى مظاهرات 17 أكتوبر 1961 وكيف تم رمي مئات الجزائريين في نهر السين ، ولم يسمح له الوقت لإلقاء قصيدة قالها كاتب ياسين في هذه المظاهرات .
وفي الأخير حرص الأساتذة على إبداء نصائح وتوصيات خاصة للشباب تتمثل في ضرورة العمل مع العلم من أجل النهوض بالمنطقة وبناء وطن مزدهر .
قنزات . وليد ساحلي
موضوع: ندوة فكرية بدار الشباب بقنزات 
الثلاثاء 15 يوليو - 15:36
